الجنس وسيلة للتناعم



إن الجنس ليس حوارا من طرف واحد، بل هو وسيلة للتواصل والتناغم مع الآخر، والاتحاد بالشريك، فالنزعة الجنسية تدفع الرجل والمرأة أحدهما نحو الآخر بهدف أن ينصهرا من خلال تداخل الأجساد، في لقاء حميمي، وبلوغ نشوة أكبر من مجرد إزالة توتر عضوي، تحقيقا للأسطورة الأفلاطونية «إن الذكر والأنثى كانا كائنا واحدا يجمع أعضاء الذكر وأعضاء الأنثى، لكنهما انشطرا نصفين، ومنذ ذلك الحين أصبح كل من الشطرين يحن للقاء الآخر ليعيد الكيان الواحد الأصيل».
في سعي الإنسان لهذا الاتحاد يحدث أحيانا ما نسميه «إخفاقات الجنس» التي تنتج من اضطراب العلاقة بين الفرد وشريكه. من صور هذا الإخفاق: العادة السرية وهي عبارة عن العبث بالأعضاء التناسلية بهدف الوصول للذة، لكن هل حقاً من يمارس تلك العادة يحقق اللذة والمتعة؟ الإجابة غالبا بالنفي، لأن ممارسة العادة السرية ينطوي فاعلها على نفسه، مستغنيا عن الشريك الآخر ككائن حقيقي، ربما يكتفي بصورته فقط من خلال الخيال الذي يساهم في اشتعال الإثارة، لكن هذا الخيال يختلف كلية عن الخيال في العلاقة السوية التي تعتمد على وجود الآخر بشكل حقيقي، ويكون قادرا على إثارة رغبات جديدة حتى بعد علاقة جنسية ناجحة، لأن الرغبة في التواصل ومعايشة الحب من خلال الجنس موجودة بقوة. أما الاستمناء فيحقق لذة انعزالية ويعبر عن سلوك جنسي غير ناضج توقف بصاحبه عند مرحلة طفولية مبكرة، لم تتح لها الفرصة لتنضج وتصل لمرحلة السواء الجنسي، لذا فهي تترك وراءها شعوراً بالانقباض، والحزن، والإحساس الشديد بالذنب، والكآبة، وتجعل الإنسان أسير الفراغ الذي يحاول دائما أن ينجو منه، فهي طريق مسدود، وليست جسرا للمتعة الحقيقية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق